اللغات الإفريقية: خريطتها الجغرافية وعلاقة بعضها باللغة العربية

اللغات الإفريقية:

خريطتها الجغرافية وعلاقة بعضها باللغة العربية

 

إعداد:

طاهر لون معاذ التجاني

قسم اللغة العربية، جامعة بايرو كنو، نيجيريا.

dlmuaz.ara@buk.edu.ng

محاضرة قدمت للندوة العلمية:

اللغات والثقافة الأفريقية

بالمتحف السويسي القومي بمحافظة السويس

جمهورية مصر العربية يوم الاثنين

10 يونيو 2019م

6 من شوال 1440هـــ

تحت رعاية:

مبادرة إفريقيا قارتي

للسيدة إيمان أحمد

 

التقسيم الجغرافي  والديموغرافي لقارة إفريقيا:

تعد قارة إفريقيا ثاني أكبر القارات العالم بعد قارة آسيا من حيث المساحة الأرضية ب30.2 مليون كيلو متر مربع، ويقطنها أكثر تسعمائة واثنا وعشرون مليون شخص. تنقسم القارة الإفريقية إلى خمس جهات رئيسة وهي الشرق والغرب والشمال والجنوب ووسط إفريقيا، وتضم 58 دولة كالتالي:

شمال إفريقيا:

ويضمّ كلّ من مصر، وليبيا، والجزائر، وتونس، والمغرب، والسودان، وجنوب السودان.

غرب إفريقيا:

ويضم بينين وبوركينا فاسو، وساحل العاج، والرأس الأخضر، وغانا، وغينيا، وغامبيا، بيساو، ومالي، وليبيريا، وموريتانيا، ونيجيريا، والنيجر، والسنغال، وسيراليون، وتوغو، وسانت هيلينا.

وسط إفريقيا:

يضم الكاميرون، وأنغولا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والكونغو، وتشاد، وغينيا الاستوائية، والغابون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وساو تومي برينسيب.

شرق القارة:

يضم زيمبابوي، وزامبيا، وأوغندا، وتنزانيا، والصومال، وسيشل، ورواندا، وموزمبيق، وموريشيوس، ومالاوي، ومدغشقر، وكينيا، وإثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، وجزر القمر، وبوروندي.

إفريقيا الجنوبية:

تضم كل من بتسوانا، وليسوتو، ونامبيا، وسوازيلاند، ودولة جنوب إفريقيا.

اللغات في إفريقي وتصنيفها:

تشير الإحصائيات إلى أن هناك م أكثر من ألفين ومائة لغة حية في إفريقيا، فحسب موقع إيتولوج هناك 2140 لغة موزعة على المناطق الخمس المذكورة في إفريقيا يتحدث بها الأفارقة البالغ عددهم مليار ومائة وألف خمس وتسعين مليون وستمائة وسبع وستين ألفا وسبعمائة وخمس وتسعين نسمة، (1,195,667,795)[1] وبحسب ميزان EGIDS الذي يحدد انتشار اللغات وتطورها هناك 197 لغة من اللغات الإفريقية بلغ انتشارها حد اعتبارها لغة مؤسسية، أي جاوزت حد الاستخدام العام في المنازل والمجتمع بل تستخدم في المؤسسات التعليمية والحكومية. و533 لغة منها متطورة،أي أنها تستخدم في مجالات الأدب، و909 لغة نشطة، أي يستخدمها جميع طبقات المجتمع من الصغير والكبير والرجال والنساء، و366 لغة في خطر، أن أن جميع طبقات المجتمع يتحدث بها لكن عدد المتحدثين بهذه اللغة ينقص، في حين تواجه 135 لغة تهديد قد يؤدي إلى موتها وانقراضها لأسباب منها أن يكون الكبار والأجداد فقط من يتحدث بها أو صارت اللغة فقط علما على القبيلة لكن لا أحد يتحدث بها بطلاقة.

ففي الشمال الإفريقي حيث يعيش ما يقدر ب 227,320,000 شخص يوجد 99 لغة حية 7 منها لغات مؤسسية، و19متطورة، 18 نشطة، و40 في خطر و15 مهددة بالموت.    

وفي غرب إفريقيا يعيش ما يقدر ب 356,471,795 شخص يوجد 884 لغة حية 57 منها لغات مؤسسية، و218 متطورة ، 443 نشطة، و115 في خطر، و51 مهددة بالموت.[2]

أما في وسط القارة الإفريقية، يعيش ما يقدر ب152,844,00 نسمة  يوجد 675 لغة حية 32 منها لغات مؤسسية، و155 متطورة، 308 نشطة، و142 في خطر، و38 مهددة بالموت.

وفي الشرق يقدر عدد الساكنين فيه ب 394,834,000، يوجد 434 لغة حية 83 منها لغات مؤسسية، و137 متطورة، 130 نشطة، و61 في خطر، و23 مهددة بالموت.

وفي الجنوب يقدر عدد الناس فيه ب 64,198,000 ويوجد 48 لغة حية 18 منها لغات مؤسسية، و4 متطورة، 10 نشطة، و8 في خطر، و8 مهددة بالموت.

وأما التصنيف فتتوزع هذه اللغات على أربع شعب لغوية وهي:

اللغات الأفريقية الآسيوية، Afro Asiatic

اللغات النيلية الصحراوية Nilo Saharan Languages

اللغات نيجيرية الكنغولية Niger Congo Languages

واللغات الكويسان Khoisan Languages

أما اللغات الأفريقية الآسيوية فتتوزع في شمال إفريقيا والقرن الإفريقي وأجزاء من منطقة الساحل. ومن أهم لغاتها اللغة العربية والأمهرية والهوسا وأرومو والصومالية والبربرية.

 وتوجد اللغات النيلية الصحراوية في السودان وتشاد وكينيا، وأهم لغاتها لغة الدنكا والكانوري ولوو وماسَيْ والنوبية.

أما اللغات النيجرية الكنغولية فتتركز في غرب ووسط وجنوب وشرق إفريقيا ومن أهم لغاتها السواحيلية وبمبرا والفولاتية والولف وإيبو و يوربا وزولو وموري.

وأما الللغات الكويسان فتتركز في الجنوب الإفريقي.[3] وبقيت شعبة واحدة وهي اللغات الأسترونيزية (Austronesian) المنتشرة في مدغشقر.



أهم اللغات انتشارا في إفريقيا ومناطقها

أولا: العربية:

على الرغم من أن اللغة العربية ليست لغة أفريقية بالأصل حيث دخلت القارة مع الفتح الإسلامي وانششرت في ثلثها الشمالي إلا نها انتشرت بسرعة وتأثر بها الكثير من أقوام شرق إفريقيا حيث ظهرت اللغة السواحيلية كذلك على أقوام لإقليم الصفانا الشمالي مثل الهوسا والمندى بالإضافة لسكان جبال الأطلس (البربر) وسكان الصحراء الكبرى (الطوارق) عن طريق التجارة وانشار الإسلام ولغة القرآن الكريم.[4]وأشار بعض الباحثين إلى أن عدد المتحدِّثين بالعربية في إفريقيا أكثر من (150) مليون نسمة،[5] في حين يقول البعض أن المتحدثين بها كلغة الأم 140 مليون نسمة لأن أغلبية كل من موريتانيا تونس ووليبيا ومصر يتحدثون بها لغة الأم في حين يختلف الأمر عن المغرب والجزائرحيث يوجد عدد كبير من الأقلية كالبربر المتحدثين بلغة الأمازيغية وتبلغ نسبتهم ما بين 25 و40 في المائة.[6]

ثانيا: اللغة السواحيلية:

تعتبر اللغة السواحيلية أوسع اللغات الإفريقية انتشارا في شرق إفريقيا يتحدث بهذه اللغة 98,327,740 منهم 16,027,740 كلغة الأم،و82,300,000 كلغة ثانية[7]   وتنتشر في كينيا وموزمبيق، وتنزانيا والصومال وأغندا وروندا وبروندي وغيرهم. تستمد اللغة السواحلية كثيراً من مفرداتها من اللغتين العربية  والسنسكريتية وذلك نتيجة الاحتكاك مع السكان المتحدثين للعربية والتجار الهنود على سواحل جنوب شرقي أفريقياكما توجد فيها كلمات من البرتغالية تكتب بالحروف اللاتينية الآن، لكنها كانت تكتب بالحروف العربية من قبل. وهذا ما جعل بعض الباحثين يؤمن بأن السواحيلية لغة مزيجة ابتكرها العرب والفرس نتيجة احتكاك التجار الزارين والموستوطنين في الساحل الإفريقي منذ عهود قديمة جدا، لذا جاء تسمية اللغة السواحية من الكلمة العربية "الساحل".[8]

 ويقول الأستاذ الدكتور عبدالحى أحمد محمد سالم أستاذ اللغة السواحيلية ورئيس قسم اللغات الإفريقية كلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر

"قد أشارت الوثائق السواحيلية المكتوبة بالحروف العربية إشارة واضحة إلى أثر اللغة العربية، وجهود المسلمين العرب فى تدوين اللغة السواحيلية. وإن لم يكن هناك من الوثائق ما يدلنا على تاريخ أول مخطوطة كـُتبت بالحروف العربية فى اللغة السواحيلية، فليس هناك أيضا ما يدل على أن اللغة السواحيلية كـُتبت - أول ما كـُتبت- بغير الحروف العربية. وذلك يؤكد لنا أن اللغة السواحيلية كانت لغة منطوقة، غير مكتوبة قبل وصول العرب إلى شرق إفريقيا. وبعدما تم لهم الاستقرار، بدءوا فى تدوين اللغة السواحيلية المنطوقة إلى لغة مكتوبة. وكان من المنطق أن يدونوها بالحروف العربية التى يجيدون الكتابة بها. وذلك يؤكد لنا أيضا أن العرب هم أول من كتب اللغة السـواحيلية بالحروف العربية، بعد توطنهم فى شـــرق إفريقيا، منذ القرن الأول الهجرى (السابع الميلادى). ومنذ ذلك الحين واللغة السواحيلية وآدابها تـُكتب بالحروف العربية، وتستقى مصادرها من الأدب العربى الإسلامى".[9]

ثالثا: لغة الهوسا

تطلق كلمة "الهوسا" على الموطن واللغة  والشعب، كما تطلق ويراد بها القبائل الساكنة بين ممكلة برنو شرقًا والمنطقة الواقعة في الضفة الغربية لنهر النيجر غربًا، ومن حدود مملكة أهير شمالًا إلى حدود نهر بينوي جنوبًا، كما تطلق تلك الكلمة على اللغة التي يتحدث بها هؤلاء الشعوب والقبائل،[10] فهي لغة كانت ولا تزال منتشرة على نطاق واسع في غرب أفريقيا كلها، وهي إحدى اللغات الأفريقية الثلاث التي يتكلم بها المسلمون في إفريقيا: وهي العربية أولًا، ثم الهوسا ثانيًا، فالسواحلية ثالثًا. وقد ساعد في انتشارها خفتها وسهولة التعبير بها وانضباطها بقواعد ثابتة كالعربية وبسبب انتشار قبائلها للتجارة والسياحة وتكوينهم جاليات كبرى في كل قطر وفي كل مدينة هامة.([11]) فبالإضافة إلى مناطقها الأصلية والمجاورة هناك ملايين من قبائل الهوسا في السودان والسعودية والإمارات ومصر وليبيا والمغرب وموريتانيا وغيرها.

ومنذ 1996 قدر بعض الباحثين عدد المتحدثين بالهوسا بأكثر من خمسين مليون نسمة في نيجيريا والنيجير وشمال غانا وبعض المناطق ما بين مدينة كولخ في السنغال إلى الخرطوم عاصمة السودان([12])، ولا زال هذا العدد يتزايد، فقدر في 2015 ب48 مليون في نيجيريا:33 مليون منهم كلغة الأم، 15 مليون كلغة ثانية، وجميع المتحدثين بها في جميع الدول 63,154,100 منهم 43 مليون كلغة الأم 19 مليون كلغة ثانية([13]). فهي لغة التخاطب والتواصل(Lingua Franca) بين مختلف القبائل النيجيرية الزائد عددهم على أربعمائة لغة([14]) وبالأخص في شمال نيجيريا وفي جمهورية النيجير وغانا والكاميرون. وبهذا احتلت لغة الهوسا المرتبة الثانية بين اللغات الإفريقيا من حيث كثرة المتحدثين بها كلغة الأم والمتحدثين بها كلغة ثانية، حيث تشير الإحصائيات إلى أنها ثانية أكبر اللغات انتشارا في إفريقيا بعد اللغة العربية، كما صنفت في المرتبة الواحدة والأربعين من بين أكثر اللغات انتشارا في العالم.

وتسكن قبيلة الهوسا حاليا شمال نيجيريا أساسا ويمتد انتشارها من جبل الهواء بجمهورية النيجر شمالا إلى منطقة جوس "بلاتو" وسط نيجيريا جنوبا، ومن بحيرة تشاد شرقا إلى مدينة جني بجمهورية مالي غربا.

 

خريطة توضح  موطن الهوسا: (المصدر: Encyclopedia Britannica)

تنتمي اللغة العربية إلى فصيلة اللغات السامية في حين تنتمي لغة الهوسا إلى فصيلة اللغات التشادية، وكلا الفصيلتين فرع من العشيرة الإفريقية الآسيوية، إلى جانب اللغات المصرية القديمة واللغات الكوشية واللغات البربرية،([15]) فقد صنف فرانسيس نيومان لغة الهوسا عام 1844م بل دعى الأستاذ شونShon  إلى اعتبار الهوسا لغة سامية عام 1862م([16]) ثم توالت الدراسات حول لغة الهوسا وانتمائها اللغوي إلى العشيرة الإفريقية الآسيوية، وعلى الرغم من دهشة العلماء حول انتماء لغة الهوسا إلى عشيرة لغوية واحدة مع اللغة العربية إلا أنهم اقتنعوا أمام الحجج والبراهين التي سلم بها أكثر الباحثين. والجدير بالذكر أن الانتماء اللغوي بين اللغات لا يعني بالضرورة انتماء عرقي، بل يكفي في ذلك التلاقح الثقافي واحتكاك الأمم فيما بينها.

احتكاك اللغات العربية باللغات الأفريقية:

عندما نتحدث عن احتكاك اللغة العربية باللغات الإفريقية فإننا نتحدث عن موضوع واسع لا يمكننا تناوله وفهمه خلال فترة وجيزة، بل كان موضوعا قدمت فيه مئات البحوث الأكاديمية بل قد يبلغ الآلاف، فلكل لغة باحثون متخصصون في علاقاتها المتبادلة بغيرها من مختلف النواحي.

فعندما نأخذ مثلا اللغتين التين تحدثنا عنهما وهي السواحيلية والهوسا، نرى أن العربية فيها صارت جزءا لا يتجزأ منهما. فقد أكد الباحثون على أن السواحيلية ما هي سوى لغة تكونت كلغة كبيرة في القارة نتيجة اتصالها بالثقافات واللغات المجاورة لها من العرب. فكان لاستقرار العرب في جزيرة باتي (Pate) عام 680م 91هـــ وتأسيس مدن لامو مليندي وممباسا  وكلوا وازهار التجارة وانتشار الإسلام في المنطقة واعتناق معظم أهل الساحل الإفريقي للأسلام أثر  كبير في تدفق الثقافة العربية إلى اللغة السواحيلية، فتركت اللغة العربية أثرا كبيرا على اللغة وشعبها منها كتابة السواحيلية بالحرف العربي.[17]

أما لغة الهوسا فتأثرت هي الأخرى بالعربية من حيث انتمائهما في نفس العشيرة اللغوية (اللغات الإفريقية الآسيوية)، وهذا لعب دورا كبيرا في تشابه اللغتين من الناحية البنوية الصوتية والنحوية والصرفية، وكان لاعتناق الهوسا للإسلام في القرن الثالث عشر الميلادي أثر كبير في دخول كم كبير من المفردات العربية إلى الهوسا حتى لا يتسنى لأي هوسوي التحدث بالهوسا لمدة تزيد عن دقيقو دون استخدام لفظة عربية أو حرف من حروف المعاني المعروفة في العربية. ويرى الباحث أن الجذور اللغوية بين الهوسا والعربية هو السبب الأساسي في ذلك وليس فقط علاقة أخذ وعطاء بعد اعتناق الهوسا للإسلام؛ فلو أننا مثلا ألغينا بعض حروف المعاني من قاموس الهوسا لما صلحت الكثير من جمل لغة الهوسا للتخاطب، ومن ذلك حرف الشرط (إن) و (إذن) و(حتى) للدلالة على الغاية، و(وقت) الطرفية، و( أين) للاستفهام، فهذه الحروف لا يوجد لها بديل أصيل. أضف إلى ذلك عشرات التعبير العربية المستخدمة في الهوسا لأغراض عامة وخاصة مثل: قالوا بلى، يا إلهي، والتي جاءت من احتكاك الهوسا بالإسلام واللغة العربية.[18] بل هناك علوم عربية وأنواع أدبية عربية أخذتها الهوسا وأدرجتها في أدبها مثل الشعر الموزون بالبحور العربية الذي صار شطرا ثان من أنواع الشعر في الأدب الهوسوي. وبالتالي نشأ علم العروض نفسه بخصائصه المعروفةفي العربية. وهناك أوراق قدمها الباحث حول الموضوع.[19]

  وإلى جانب الهوسا والسواحيلية نجد تشابها مماثلا في لغات إفريقية كثيرة مثل الولف والفولاتية والأمهرية ومندى ويوربا وغيرها كلها تبنت الحرف العربي ككتابة رسمية للغتها قبل الاستعمار الغربي الذي اجتاح القارة بقرون، فدونوا أدبهم وعلومهم باللغة العربية وبلغاتهم الأم مستخدمين الحرف العربي. ولا زالت هذه الأمم تكتب بالحرف العرفي على الرغم من استبداله بالحرف اللاتيني بعد سيطرة المستعمرين على القارة الأم.

 

مخطوط لقصيدة مكتوبة بلغة الهوسا كتبت في 1370هــ 1950م

اللغات الفريقية في الساحة الإعلامية العربية والغربية:

نالت الكثير من اللغات الإفريقية اهتماما كبيرا من الدول العالمية وبالأخص الدول الغربة التي لاحظت أهمية هذه اللغات من الناحية السياسية ومصالحها الإقليمة. فقد بدأت الهوسا بالظهور في الإذاعات الغربية منذ الخمسينات القرن الماضي، حيث بدأ بث البرامج بالهوسا في إذاعة الهيئة البريطانية بي بي سي في 13 من مارس 1957م[20] أي قبل استقلال نيجيريا بثلاث سنوات.  ثم إذاعة الصين الدولية في 1 من يونيو 1961م ثم إذاعة ألمانيا  DW في نفمبر 1963[21] وفي صوت أمريكا VOA في 21 من يناير 1979م،[22] ثم أخيرا إذاعة فرنسا الدولية في 2007م وعلى غرار هذاتم تدشين أقسام اللغات الإفريقية المختلفة على حسب أهمية اللغة سياسيا واقتصاديا.

أما الهوسا في الأذاعات العربية فيمكن القول بأن الجمهورية العربية المصرية هي التي فازت بقصب السبق في تدشين أقسام موجهة باللغات الإفريقية في إعلامها في سعيها لتعزيز الحركات الإستقلالية في إفريقيا، فقد شهدت خمسينيات القرن العشرين حركات تحرر شملت معظم البلاد الإفريقية، وكانت السياسة المصرية في تلك الفترة تلتزم بمناصرة ودعم حركات التحرر عامة، وحركات التحرر العربية والأفريقية خاصةولعبت الإذاعة المصرية في تلك الفترة دوراً  بالغ الأهمية،  فأنشأت مصر عدداً من الإذاعات الموجهة إلي البلاد الأفريقية المحلية باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فضلاً عن اللغات المحلية الأفريقية مثل الهوسا والفولاني والسواحلي، وتوافدت قيادات المقاومة الأفريقية علي القاهرة لتتمكن من توجيه قوات المقاومة عبر أثير إذاعات القاهرة بعيداً عن بطش قوات الاحتلال، وتحولت استديوهات الإذاعات الموجهة في القاهرة إلي ما يشبه غرفة عمليات لقيادة المقاومة ضد قوات الاحتلال الأجنبية[23].

أما في ليبيا أسس الزعيم الليبي معمر القذافي أذاعة صوت أفريقيا وهي احدى أبرز الاذاعات الافريقية التي أسست بهدف توحيد رأي العام في القارة السمراء وتبث بلغات متعددة من بينها الفرنسية والسواحيلية والهوسا وتوقف بث هذة الاذاعة بعد سقوط نظام الجماهيرية.  
وفي السودان تم تدشين قسم لغة الهوسا عام 1993 بإذاعة أم درمان،[24] ويبدو أن القسم كان موجها لقبائل الهوسا في السودان، حيث يقطنها ملايين الهوسا الذين سكنوا مختلف بقاعها منذ قرون عديدة ولأن هذه الإذاعة ليس لها أي ذكر بين النيجيريين.

الخاتمة:
تتميز إفريقيا بمواردها الطبيعية وتوافر اللغات، حيث تضم حوالي ثلث لغات العالم وحدها، بواقع 2100 لغة من أصل 7000 لغة حسب تقديرات اليونسكو. وتوزعت هذه اللغات على جميع مناطق القارة ودولها  بتفاوت، حيث تفوق بعض المناطق البعض من حيث كثرة اللغات فغرب إفريقيا لها نصيب الأسد ب 884 لغة ولنيجيريا وحدها 517 لغة حية  وانقرضت ثماني لغات،  و 507 لغات محلية وباقي العشر لغات  غير محلية في حين تواجه 42 تهديدا بالانقراض. و اللغات الأكثر انتشارا في القارة هي العربية والسواحيلية والهوسا، ولهذه اللغات وغيرها من اللغات الإفريقية تبادل ثقافي  وديني مما جعل الكثير من اللغات الإفريقية تتبنى الكثير من الثقافة العربية وآدابها كجزء من ثقافتها.

 

 



[3] G. Tuker Childs, An introduction to African Languages, john Benjamins Publishing company Amsterdam/Philadelphia

[4] أحمد نجم الين فلجة (الدكتور )، أفريقيا: دراسة عامة وإقليمية. مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية. دون تاريخ النشر. ص201

[5]

[9] عبد الحي أحمد ممد سالم (الأستاذ الدكتور) أهم اللغات الإفريقية ومناطق انتشارها. (قسم اللغات الإفريقية جامعة الأزهر) 2014م 

www.afriazahar.blogspot.com/2015/11/blog-post.html

([10])  الطاهر محمد داوود, مدى صلة القربى بين اللغة العربية ولغة الهوسا, رسالة الدكتوراه مقدمة إلى قسم اللغة العربية جامعة بايروا كنو عام 2001. ص79

([11])الإلوري، آدم عبد الله، موجز تاريخ نيجيريا, مكتبة الحياة- بيروت, 1965م, ص144.

)[12] ( GRAHAM FURNISS, POETRY PROSE AND POPULAR CULTURE IN HAUSA, EDINBURGH UNIVERSITY PRESS, 1996INTERNATIONAL AFRICAN LIBRARY16,  P2

([14]) السابق ص6.

([15]) الطاهر داوود المرجع السابق ص68.

([16]) الطاهر داوود المرجعالسابق نفسه

[17] عبد الحي أحمد ممد سالم (الأستاذ الدكتور) المرجع السابق.

([18]) ولمزيد التفاصيل حول الكلمات والتعابير العربية في الهوسا يراجع أزد. مصطفى حجازي في كتابيه: (أ) معجم الألفاظ العربية في لغة الهوسا، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1426هــ (ب) معجم سياقي للكلمات العربية في لغة الهوسا، معهد اللغة العربية جامعة أم القرى، 1406هــ

[19] منها نظرية العروض الخليلي في الشعر الهوسوي عرض وتعليق، ورقة قدم في المؤتمر الخامس لكلية الآداب جامعة مؤتة الأردن 2018م وورقة بعنوان: تأثير أنماط الشعر العربي وأساليبه في الشعر الهوسوي، قدمت في المؤتمر الدولي لكلية الآداب جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عم 2016م

 

 

[23] أميمة سعودى الإذاعة المصرية .. شاهد على تاريخ مصر:

www.sis.gov.eg/Story/182829/الإذاعة-المصرية-..-شاهد-على-تاريخ-مصر?lang=ar 

 

 

[24] شعيب يونس يحيى سليمان، طريقة استخدام إذاعة أم درمان بالهوسا للمصطلحات العربية في عهد الإنقاذ، بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير في اللغات السودانية والإفريقي،سبتمبر 2005، ص51.

 

 

 

 

 


Comments

Popular posts from this blog

SALLAR TARAWIHI DA TAHAJJUDI DA YADDA AKE YINSU

من خواص أذكار الطريقة التجانية حزب البحر للإمام الشاذلي

TARIHIN WAFATIN ANNABI SAW 1 DAGA TAHIR LAWAN MUAZ ATTIJANEEY