من كتاب قصد السبيل للشيخ محمد الحافظ التجاني المصري
ــــــــــــــــ
يقول الشيخ رضي الله عنه : (جميع طرق أهل الله موصلة إلى حضرته, ومثلهم في ذلك مثل أبواب كثيرة لبيت الله الحرام من دخل من أي باب فهو في حضرة الحق سبحانه ولقد جُربَت صحبتهم فكم من نفس فاجرة أصبحت باردة راشدة وكم من عين مظلمة أمست وقد كحلت بأثمد مواهبهم نوراً لا يعيش معه قتام وكم وكم...... مما شهد به الأعداء والأحباء وقد ذكر أجله أهل الفتح من هذا الطريق- إن هذا المشرب يشمل أسمى المنازل في سائر المشارب ويندرج فيه كل طريق في التربية ومن المعلوم لدى من له معرفة بطرق أهل الله أن منهم من يربى بالجلوة بلا خلوة, ومنهم من يربى بالخلوة ومنهم من يربى بالذكر السري, ومنهم من يربى بالذكر الجهري, ومن الناس من يصل بطريق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وكذلك الترقية قد تكون بنظرة أو توجه أو صيغة أو اسم أو جذبة أو أو أو. إلى آخر ما هو معروف- وما من أصل أذن به شيخ أو سر إلا وهو في هذا الطريق على أتم الوجوه ففيه اجتمعت مزايا كل طريق وانفرد بما هو خاص بأهله {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الجمعة4.
والمريد إما أن يكون مريد تبرك وهذا غير مقيد بشروط التربية أو مريد تربية وهذا لابد له من أن يتقيد بها شأن كل أمر لا يكمل فيه إلا من قام بمقتضياته, وبما أن أهل كل شأن هم الحجة فيه فمما اتفق عليه أكابر أهل التربية في سائر الطرق أن المريد الصادق يعتقد في شيخه أنه أكمل المشايخ وأن طريقته أعلى الطرق فكيف بهذه الطريقة الجامعة, وكلامنا يختص هنا بمريد التربية فإنه لا إذن في هذه الطريقة إلا على شروطها).
Comments
Post a Comment