تحفة جالنغو في مولد النبي المأمون: طاهرلون معاذ التجاني

أول من بدأ بلاحتفال بالمولد النبوي الشريف

أما المولد النبوي بالنمط المعهود فإنه تأخر إلى القرن الثالث الهجري في عهد الإيوبين. فقد ذكر السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد أن أول من بدأ به على النمط المعهود الآن هو أبو سعيد كوكبري بن وين الدين على بن بكتكين المعروف بصاحب إربل "مظفر الدين". وهو من السلاطين في الدولة الأيوبية وصاهر صلاح الدين الأيوبي بتزوج أخته وله مواقف كثيرة ميدانيا أمام الصلبيين. ولكن العلماء يرون أن المولد كان موجودا قبله إلا أنه هو الذي صيره رسميا لذا ينسب إليه ةنفهم ذالك من قول ابن الحاج فى المدخل حبث قال:- إن الإحتفال كان منتشرا في عهده ويعيب ما فيه من البدع...

((أقوال العلماء في مظفر الدين))

يتخذ بعض الطاعنين للمولد كون المظفر من أحد سلاطين الفاطميين وسيلة لرد المولد النبوي الشريف، لكن في الحقيقة أن العلماء العاميلين وثقوه ومدحوه، فمن هؤلاء العلماء.

1-          ابن كثير عماد الدين إسمعيل بن عمر، في كتابه البداية والنهاية (ج 13 ص 146-137) حيث يقول:- "الملك المظفر أبو سعيد كوكبري أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك والأمجاد له آثار حسنة... وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان مع ذالك شجاعا فاتكا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله تعالى وأكرم مشواه. وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبوي سماه في مولد البشير النذير فأجازه على ذالك ألف دينار... محمود السيرة والسريرة كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء.

2-          الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء يقول:- كان محبا للصدقة... وبني أربع خوانك... وبني دار ودارا للآيتام... وكان يدور علبى مرضى البيمار ستان وبنى مدرسة للشافعية والحنفية... وكان يمنع من دخول منكر بلده.

وأما إحتفاله بالمولد النبوي الشريف فيقصر التعبير عنه وكان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة وتنصب قباب خشب له وللأمراء وتزين...ويعمل ذالك أياما ويخرج من البقر والإبل والغنم شيئا كثيرا...وقد جمع له ابن دحية كتاب المولد فأعطاه ألف دينار، كان متواضعا خيرا سنيا يحب الفقهاء والمحدثين. (ج 22 ص 335\336).

3-          السيوطي جلال الدين:- قال:- إنه أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، كان له آثار حسنة وهو الذي عمر الجامع عمر الجامع المظفلري بسفح قاسيون.