من تقاليد الهوسا في رمضان : تاشى TASHE

من تقاليد الهوسا في رمضان : 

تاشى: Tashe:
عبارة عن عادة شعبية يمثلها الشعب الهوسا خلال شهر رمضان الكريم،  وهي عبارة عن مسرحيات شعرية قصيرة الهدف منها التسلية من مجهودات الصوم مع الحث على مكارم الأخلاق وذم الأخلاق المذمومة في الحياة الإجتماعية. وغالبا تبدأ في اليوم التاسع من رمضان إلى نهاية الشهر. 
وكان الشعب بجميع طبقاته يمثل هذه العادة : فلكل من الرجا والنساء والكبار والصغار نوع خاص من التمثيليات التي تليق بأوساطهم، فللرجال مثلا مسرحية الحث على الزواج وذم العزوبة والعزاب، والنساء يقومن بتمثيليات قصيرة حول الحياة الزوجية والحث على الإحسان للزوج وعدم هجرانه ونكران إحسانه،  وللصبيان نوع خاص من الأغاني التي تليق بهم وهكذا. 
ويجني القائمون بهذه العادة شئ يسير جدا من المال أو الحبوب كالقمح والجاورس والذرة. 
في الفيديو أدناه أمير كنو غي شمال نيجيريا محمد السنوسي يستمتع هو وأهل بيت الإمارة بعرض من الأطفال دخل القصر الملكي، ويبدو الفرح والمزاح الجيد يسيطر على الوضع حينها. وفي آخر الفيديو لقطات نموذجية لألعاب تاشى في الأسواق والبيوت.

ولا بأس أن نوضح للمستمع أحد اللقطات وما يقال فيها للوقوف على نوعية اللعب ومحتواه.
في لقطة الأمير يدخل الطفل الذي غير مظهره إلى صورة شيخ كبير ومعه عكاز يمشي عليها راقصا، فيقول له الحاضرون (الجوقة) في نشيد موحد وساخر:
Kayi rawa kai Malam Kayi Rawa!!
أي: أنت ترقص أيها الشيخ!!
يجيب الشيخ في غضب :(وهو يتابع رقصاته):
Banyi ba!!
أي: أنا لم افعل !!
يلح عليه الحاضرون بقولهم أنه يرقص وهو ينكر عليهم والحال أنه يرقص قائلا:
Da Sandar!!
أي: كيف أرقص ومعي عكاز؟
وتارة يجيب بقوله:
كيف أرقص ولي لحية ؟ ولدي
وهم يرددون له:
بلى لقد فعلت؛ رقصت.

التحليل الاجتماعي للموقف:
الهدف من هذه المسرحية الشعرية الشعبية المضحكة أمران الأول إيثار الضحك وطرد الوحشة والضجر بعد الإفطار، وثانيا ترسم لنا صورة شيخوخة الهوسوي بأنها شيخوخة تتسم بالوقار وتخلو من اللهو واللعب، فالرقص في ثقافة الهوسا ليس من شيمة الشيوخ الطاعنين في السن، إذ يتنافى مع كمال العقل والهيبة والمروءة. فرسم الشيخ الهوسوي في أبهى ملابسه الشعبية الإسلامية مع العمامة والمسبحة وهو يرقص خلافا للواقع، وخلاف الواقع هذا هو عين ما يثير الضحك والمزاج في هذه المسرحية الشعبية.

وفي لقطة أخرى مماثلة نرى رجلا هوسويا في ملبسه الشعبي وهو يتناول دماغ الحمار وينشد:
Hmm hmm Dadi 
أي آه إنه لذيذ!!
والجوقة يتابعونه النشيد:
Macukule!!
أي كأنهم يؤكدون قوله. ثم يشنع هذا العمل طائفة منهم.

فالمسرح هنا يشير إلى حياة الشعب الهوسوي قبل اعتناقهم الإسلام بحيث يتناولون تارة ما هو حرم.
وتظهر لقطات أخرى لرجل مربوط عنقه بالحبل، وليس له ذنب سوى أنه عازب بلغ سن العنوسة ولم يتزوج. فالعنوسة وخاصة في صفوف الرجال مذمومة وعار بين الشعب الهوسوي، فالعازب لا يصلح لأي شيء، فلا يقلد منصبا رفيعا، ففي اليوم العاشر من رمضان يخرج وكيل الأمير على العزاب لمطاردة العزاب ويكبلهم ويتجول بهم في الشوارع مع نشيد ذم العازب والحياة العزوبية حتى يجتهدوا إلى الزواج قبل العام القادم. وقد. أدى تغير الحياة الأجتماعية  إلى أن يتطوع أحد حاشية وكيل العزاب أن يمثل شخصية العازب الذي يوضع في عنقه الحبل للتجول وتمثيل المسرحية.

 وعلى الرغم من خلو  بعض المسرحيات الرمضانية هذه من رسالة واضحة إلا أنها في عمومها وأغلبها تحمل روح الفكاهة والتدين وتمثيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية لشعب الهوسا والحث على القيم المحمودة بين الشعب.

الطاهر التجاني.
١٢ رمضان ١٤٤٠

Comments

Popular posts from this blog

SALLAR TARAWIHI DA TAHAJJUDI DA YADDA AKE YINSU

من خواص أذكار الطريقة التجانية حزب البحر للإمام الشاذلي

TARIHIN WAFATIN ANNABI SAW 1 DAGA TAHIR LAWAN MUAZ ATTIJANEEY