أثر الأساليب العربية في الشعر الهوسوي لدى الشيخ أبي بكر عتيق سنك


 طاهر لون معاذ التجاني
قسم اللغة العربية, جامعة بايرو كنو، نيجيريا.
 مجلة قسم اللغة العربية جامعة بايرو العدد التاسع 2014

   
     بسم الله الر حمن الرحيم   
وصلى الله على الفاتح الخاتم
لقد أثبت الباحثون والكتاب وجود صلة وطيدة بين لغتي الهوسا والعربية من حيث الإشتقاق وطرق توليد المعاني في بحوث مستفيضة,[1] كما كشفوا أن لغة الهوسا من أكثر اللغات أخذا من العربية[2]. لكننا في الصفحات التالية أمام تجربة مغايرة، حيث نسعى وراء كشف ظواهر استخدام اللغة العربية في الشعر الهوسوي لدى الشيخ أبي بكر عتيق سنك عن طريق عرض نماذج من استخدام الشيخ لمفردات اللغة العربية وتراكيبها, وكيف نجح في إيصال رسالته من خلال هذا الزواج الذى عقده بين اللغتين في شعر واحد، وما هى الدوافع لهذه العملية وكيف أخذ سمات الشعر العربي من الوزن والقافية وطبقها على الشعر الهوسوى. وللوصول إلى ما نرمي إليه قسمنا المقالة إلى النقاط التالية:
-      التمهيد.
-      ترجمة الشاعر ولمحة عن شعره الهوسوي.
-      استخدام اللغة العربية من حيث العناوين.
-      استخدام اللغة العربية من حيث المفردات.
-      استخدام اللغة العربية من حيث الجمل.
-      استخدام العربية من حيث الوزن والقافية.
-      الخاتمة.
الشيخ أبوبكر عتيق ولمحة عن شعره الهوسوي:
هو الشيخ أبو بكر بن حضر بن أبي بكر بن موسى (مي رسالة). ولد عام 1329م[3] حوالي 1909 تقريبا في مدينة كشنا الوافعة في شمال شرق نيجيريا.
نشأ الشيخ في كفالة شقيقة جدته رحمة المعروفة بـ (يَايَ بَبَّهْ) في حارة سنك حيث أخذ مبادئ العلوم الإسلامية على يد زوجها الشيخ طن فَنَّهْ. ولما شب بدأ يختلف إلى المعاهد العلمية المعروفة في كنو آن ذاك، كمعهد سلغ لمؤسسه الشيخ محمد سلغ بن عمر[4] ومعهد الشيخ أبي بكر بن محمد مجنيوا,[5] كما أخذ عن الشيخ محمود بن الحسن،[6] فنال الشيخ أبوبكر عتيق من هؤلاء قسطا كبيرا من الثقافة العربية والإسلامية حتى صار علما من أعلام مدينة كنو علما وتصوفا وتأليفا. فأنشأ هو الآخر معهدا علميا بجهوده الفردية[7]، فتخرج على يديه فطاحلة من العلماء ولا تزال زاويته قائمة إلى الآن. وتوفي الشيخ أبوبكر عتيق عام 1974 مخلفا وراءه عشرات الكتب وآلاف  المريدين والطلاب الذين ذاعت شهرتهم، كالشيخ أحمد علي أبي الفتح والشيخ بلاربى غسو والشيخ بلاربى جىغ والشيخ موسى سليمان والشيخ محمد قَوْرَنْ أَشَا.
وبالنسبة للشعر الهوسوى فله قصائد متنوعة في المدح والوعظ والإرشاد والتعليم وشعر المناسبات والفُكاهة. فقد قام الكاتب بجمع هذه القصائد في كتاب يصدر بعنوان (بَرَا غتجاني) أي خديم التجاني، وهذا هو الذى أتاح للكاتب الفرصة لقراءة هذه القصائد بدقة وملاحظة ظواهر استخدام اللغة العربية في هذه القصائد بكثافة مما دفعه إلى كتابة هذا المقال.
 استخدام اللغة العربية في العناوين:
على الرغم من أن القصائد هوسوية إلا أنه لم يوجد فيها ما حظى بعنوان هوسوي. فجميع قصائد الشيخ أبي بكر عتيق الهوسوية والتي تبلغ أربعة عشر قصيدة معنونة بعناوين عربية، مما يجعل القارئ يشعر لأول وهلة بأنه على وشك قراءة قصيدة عربية. نعم، عند ما سمي القصيدة "إعانة البلداء بالمنظومة الرقطاء" – مثلا – فالعنوان يوحي بأنها قصيدة عربية.   
وقد مدح الشيخ أبوبكر عتيق النبى صلى الله عليه وسلم والشيخ أحمد التجاني مؤسس الطريقة التجانية، فعنوان قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم هو "تحفة الفقرا في مدح خير الورى،" وفي مدح الشيخ التجاني له: "سعادة الأحباب في مدح قطب الأقطاب"، و "عيبة الفقرا في مدح خاتم الأوليا." وفي التعليم له قصيدة في التوحيد أسماها "منجية النسوان والولدان من الوقوع في هوا النيران" وفي الوعظ له "نصح الإخوان وحصهم على التمسك بطريقة التجاني." وفي الفكاهة له قصيدة مشتركة مع تلميذه الشيخ بلاربى عنوانها "إعانة الشاكي بتاريخ كوكي"(kwaki) [8], وفي التاريخ له قصيدة سميت بالجراد, تحدث فيها عن حادثة تاريخية حدثت في كنو وهي ما ابتلي به أهل شمال نيجير بالجراد.
ومن الغريب أن العنوان الداخلي أو فصول القصائد عربيا أيضا، فقد يقسم الشيخ قصيدته إلى أبواب أو فصول فكل فصل يحمل عنوانا عربيا. ففي قصيدة إعانة الشاكي فصول, حيث بدأ الشيخ بعد المقدمة بالتعريف به (أي كاكى)، ثم فصل رحلته من بلاده ثم نزوله في كنو وهكذا. وكانت قصيدة منجية النسوان على هذا النمط.
 استخدام العربية من حيث المفردات وحروف المعاني:
لقد أكثر الشيخ أبوبكر عتيق في قصائده الهوسوية على اختلاف أغراضها من استعمال المفردات العربية، ولعل ذلك يرجع إلى سببين، الأول الثقافة-الإسلامية والعربية- والثاني القافية.
 فالثقافة – كما هو معروف- تظهر في المرء من خلال إنتاجاته الفكرية, والشيخ عتيق مثقف بالثقافة الإسلامية والعربية فلا غرابة أن نجد هذا الكم من المفردات العربية في قصائده الهوسوية.
  والقوافي أيضا ساعدت كما يقول الدكتور علي أبوبكر في إدخال الكثير من الكلمات العربية إلى الهوسا والفلانية لأن القافية تستلزم أن يكون أواخر أبيات القصيدة الواحدة حرفا واحدا- واللغتان ضيقتان نسبيا – استعانت كل واحدة منها بالكلمات العربية.[9] فقصيدة نصح الإخوان تضمنت مائة وأربعين بيتا لكن جميع كلمات أواخر الأبيات عربية إلا في أربعة مواضع.
وقد تجد بيتا يحتوي على خمسة عشر كلمة من بينها سبع كلمات عربية أقرأ معي هذا المخمس من قصيدة عيبة الفقرا.
كَبَنْ مددنْكَ يا قطب*     أيا شيخي كَوُو جذب      * غَذَاتِينَا أيا حِبّ
كَسَانِ إِنْذُو ثِكِنْ صحب * وطَنْدَ كَبِنْكَ تجاني.
فالذي يريد أن يقول الشيخ في هذا البيت هو: "هب لي المدد أيها القطب, واجذب ذاتي نحوك يا حبِّي, ولتجعلنّي في أصحابك الذين اتبعوك يا شيخي التجاني" فقد استغرقت المفردات العربية من هذا البيت المكون من سبعة عشر كلمة ست كلمات وهى: المدد، القطب، شيخ، جذب حب وصحب إضافة إلى حرف النداء في قوله أيا شيخي، بغض النظر عن كلمة (ذاتينا) أي (ذاتي)  باعتبارها كلمة هوسوية استعيرت من العربية.
وخير مثال لمدى تأثر الشعر الهوسوي باللغة العربية من حيث المفردات في قصائد الشيخ أبي بكر عتيق قصيدة "إعانة البلداء بالمنظومة الرقطاء" حيث عقد الشيخ فيها زواجا بين اللغتين، فانسجمتا انسجام الراح بالماء، وهدفه من هذا تعليم المفردات العربية لذا سماها بالرقطاء، وتعني كلمة الرقطاء كما في الصحاح سواد يشوبه نقط بياض,[10] والرقطاء ضرب من الحية بها رقطة والرقطة لون مؤلف من بياض وسواد أو من حمرة وصفرة[11]. وهذا يعنى أن الشيخ اختار للقصيدة اسم الرقطاء لأنه امتزج فيها بين العربية والهوسا، استمع إليه:
يعلم ياسَنْ ما تقول مَيْ كَثى * يقول ياثى الأثاث تَرْكَثــى.
إن قيل إن أنثى وما الإنسان * يَثى مُتُم وَيَنْ عُوَا إِخـــوان.
واعلم سَنِى ثم احفظن كِيايى * انظر كَدُوبا واكشفن كَيايـى.
امش تَفِي لا ترض كَرْكَ يَرْدَا * فاحمله واطرح طَوْكِ جيكَ يَدَّا.
والقصيدة كما ترى محاولة من الشيخ في تعليم الصغار الكلمات العربية,[12] لذا يذكر الكلمة العربية ثم يعقبها بما يقابلها في الهوسا أو يفعل العكس فيبدأ بالهوسا ويأتى بما هو مقابل لها في العربية انظر إلى قوله.   
سلطان سَرْكِي والأمير حَاكِمِي * شرطي دُوغَرِي شجاع جَارُمِي.
والبرد سَنْيِى ثم حر ذَافِــي    *      لحاف كُومُثى دَشِي مَيَافِـي.
ضفدع كَاطُو جمعه ضفادع  *      ضب دَمُوْ وفيه لا منـازع.
ومما هو جدير بالذكر هنا هو أن الشيخ استعمل الحروف العربية على اختلاف معانيها من العطف والإستثناء والتوضيح وحروف الجر, فمن ذلك قوله:
رحمرك تا غمي كومي بللي نيا
 
نا طوك قاراتا إليك إلهيا
  
والمعنى الإجمالي للبيت هو "إن رحمتك شملت كل شيء حتى أنا, رفعت شكواي إليك يا إلهي" فاستخدم حرف الجر مع المجرور (إليك) وكذلك استخدامه لحرف (من) في مثل قوله:
كُسَن وقتي كُو غَوِرْدِنْ مسائي
 
من العصر يَاذُو غَرَنْ نَا بِيَا
  
والمعنى: "واعلموا أن الوقت للورد المسائي من العصر, قفد أتى هذا وقرأته (في الكتب)"
وهذا إضافة إلى كلمتي العصر المجرورة وكلمة المساء و وقت ورد, كما استعمل الظروف نحو عند وبعد، اقرأ قوله في تحفة الفقرا في مدح خير الوررى:
مُجى عند ابراهم ياثى ونفسي * كُجى عند موسم كُو ذَيْ إِيَا.
مُجيمُ غَموسى يَثى نفس نفسي * كُجىكُ غَعيسى إذن ذَيْ إِيَـا.
مجى عند عيسى يثمن نفسي * كُجى عند أحمد شِي ذَيْ إِيَـا.
مُجى غُنْ محمد خير البرايــا         * يَتَاشِ يَتَرْيمُ شِي ذَيْ إِيَـــا.
المعنى:
فنأتي إبراهيم فيقول نفسي فاذهبو إلى موسى فقد يستطيع، فنذهب إلى موسى فيقول لنا نفسي فاذهبوا إلى عيسى قد يستطيع، فنذهب إلى عيسى فيقول لنا نفسي فاذهبوا إلى أحمد هو الذي يستطيع فنذهب إلى محمد خير البرايا فيقوم ويستقبلنا، فهو الذي يستطيع.
فيظهر لنا من خلال هذه الأبيات استخدام الحروف والكلمات العربية بحيث تنسجم مع الهوسا وتصير كلغة واحدة.
 استخدام اللغة العربية من حيث الجمل:
لقد طغت الجمل والتراكيب العربية في مواضع كثيرة من قصائد الشيخ عتيق الهوسوية، فقد استعمل الشيخ المبتدأ والخبر والجملة الإسمية والجار والمجرور (شبه الجملة) والصفة والموصوف. يقول الشيخ حيث استعمل المبتدأ والخبر:
ونبينا المختار يحضر موتهم * مَـمـَيا خليفا دُو سُذُو بُاشُكّا
والمعنى: "ونبينا المختار يحضر موتهم, ووكذلك الخلفاء كلهم يأتون بدون أي شك". ويقول مستعملا الجار والمجرور:
فَسُنْجى إلى سدرة المتنهى سَيْ * فجبريل ياثى أَنَنْ نَاظَيَا.
المعنى:-" فوصلوا إلى سدرة المنتهى فقال جبريل هنا أتوقف".
ويقول فيما استعمل الجملة الإسمية.
تعالى قديم، وباق تعالى * فَبَاشِ كَمَا دَحَلِتَّ شِيَا.
ومعنى عجز البيت هو: "فهو لا يشبه الخلق" وقال حيث استعمل الجملة الفعلية يقول:
رجّح لميزاني أيا رب الورى * دُومِن نبيك رب بَنْ فَضَلَرْكَا.
ومعنى العجز من البيت هو: "بجاه نبيّك هب لي فضلك يا رب" وتارة تكون الجملة أو التركيب العربي الموجود في البيت اقتباسا من الحديث النبوي نحو قوله في نصح الإخوان.
فَيَاذُو ثِكِنْ نَصِّنْ حديث نمصطى * فَطَرْ بدأ الإسلام في كتب أعيان.
فالشاعر يشير إلى الحديث الذي رواه أئمة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:- بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في حجرها.[13] فقال الشاعر في هذا: "فقد أتى في نص حديث المصطفى قوله: (بدأ الإسلام..) في كتب أعيان المحدثين". فالملاحظ هو إشارة الشاعر إلى الحديث بكلمتين من نصه, كما يلاحظ أن جميع كلمات البيت عربية إلا كلمتين: "ياذُو", بمعنى أتى, و "ثَكِنْ" بمعنى داخل أو في. وحتى الحرف الأول في البيت "الفاء" أدت وظيفتها كما في العربية وهو العطف, أو الإستئناف.
وقد تكون الجملة العربية دعاء, نحو قوله في نصح الإخوان:
كُدُوبَا نظيفي يَىْ نَصِيحَ غَريُم أي * أدرته جازاه ربي بفيضان
المعنى:"انظروا إلى الشيخ النظيفي, فقد نصحنا في درّته, فجازاه ربي بفيضان" والدرة كتاب ألفه هذا الشيخ التجاني النظيفي سماه "الدرة الخريدة بشرح الياقوتة الفريدة". وقد بالغ الشيخ في استخدام الجمل والأساليب العربية فتجده يخصص صدر البيت أو عجزه للعربية فالأول مثل قوله في إعانة البليد بشرائط ورد شيخنا السديد:
كذا ستر العورة عن كل عين * فَشِينى ثِكُونَسَ أي كُنْجِيَا
ومعنى الشطر الثاني هو: "فهو المتمم لهذا, أرجو أنكم تستمعون!" ومن الثاني قوله في قصيدة نصح الإخوان:
كَسُو شيخنا التجاني خاتم أوليا * ومنقذ من يأتيه غرثان ظمآن.
أي: "أحبوا الشيخ التجاني خاتم الأولياء" وقد يكون ثلثا البيت أو كله عربيا, سواء كان ذا مصراعين أو مخمسا، فالأول قوله:
وصل على خير البرية مصطفى * صلاة تفوق الحصر مع كل حسباني
وسلم عليه يا إلهي وخالقـى * وآل وأصحاب له طـــول أزمـــــــــــــــــــــــــــــان
ومن الثاني قوله في عيبة الفقرا:
أيا الله يا أحد *  أيارباه يا صمـــــــــــــــــــــد
ويا مولاه يا فرد * ويا من لا له ولـــــــــــد
ويا ربي ورحماني.
فالأبيات السابقة وإن كانت في قصيدة هوسوية إلا أنها لا تمت إلى الهوسا بصلة إذ لا يوجد فيها ولو كلمة واحدة من الهوسا.
استخدام الأوزان والقوافي في العربية:
لم تكن لغة الهوسا تعرف الأوزان والقوافي على ما هي عليه في اللغة العربية إلا بعد احتكاكها بالشعر العربي، فالشعر الهوسوي التقليدي يعتمد على نظام المقطع والنغمات، فلما استعارت الهوسا من العربية كلماتها استعارت معها أوزانها وقوافيها وأدخلتها إلى أدبها فأصبحت الهوسا لها نمطان من الشعر وهما الشعر المنظوم (أو الشعر الهوسا المكتوب) (RUBUTACCIYAR WAKAR HAUSA) والشعر التقليدي أو البديهي  (WAKAR BAKA)  فمن الأول جميع قصائد الشيخ عتيق.
يقول الدكتور على أبوبكر في معرض حديثه عن تأثير اللغة العربية على لغتي الهوسا والفلاتية إن رجال الدين ترجموا مبادئ الإسلام من العربية إلى اللغتين... وبذلوا جهودهم في ترجمتها بالنظم واستعملوا كثيرا من بحور الشعر العربية كالطويل والبسيط والرجز والمديد والوافر والكامل والمتقارب وغيرها في أشعارهم.[14] ومن بين هؤلاء الرجال الشيخ أبوبكر عتيق حيث نظم قصائده الهوسوية بالبحور الشعر العربية المختلفة وعلى سبيل المثال إن قصيدته نصح الإخوان من البحر الطويل منها:
كَــــــــوُو غَافَرَ يا ربنا أي غوالدي * وأمي وأشياخي وصحبي وإخواني.
فعولن/ مفاعيلن/ فــــــــــعــولن /مـــــــــفاعلن/**  فــــــــعولن/مفاعـــــــــــيلن/فـــــــــــــــــعولن/مفاعلـــين
كووغا/فَرَا يَا رَبْ / بَنًا أيْ / غوالدي / ** وأمـْمِي /وأشياخي / وصحبي/ وإخواني
وقصيدته الرقطاء من الرجز يقول:
سَنَّنْ صلاتي دائمي جميلي * عليه مع صحب له وآل.
سَنْنَنْ صلـــا/ تـي دائمي/ جميلي * عليه مع/ صحبن لـهو/ وءاله
مستفعلن / مستفعلن/ متعلن *  مستفعلن/ مستفعلن / متعلن
وقصيدته تحفة الفقراء من المتقارب:
تعالى قديم وباق تعالى * فَبَاشِ كَمَا دَحَلِتَّ شِيَا
فعولن /فعولن/ فعولن/ فعولن * فعول/ فعول/ فعولن/ فَعَلْ
تعالـى/قديمن/ وباقن/ تعالى * فَبَاشِ/ كَمَادَ/ حَلِتـْــتَا/ شِـــــــــيَا
وقصيدتا إجابة السائل وإعانة الشاكي من المتقارب وهكذا.
وقد انتشرت هذه البحور لدى العامة كما يقول الدكتور على أبوبكر كما انتشر معرفة نظام الشعر المثلث والمخمس والمسبع...،[15] والشيخ عتيق كما مرّ بنا استعمل نظام المخمّس في عيبة الفقرا كما قام بتشطير قصيدتين احداهما للشيخ يحيى النفاح,[16] والثانية للشيخ ناصر كبر القادري.[17]
وأما القوافي فقد مرّ بنا أنها من العوامل التي أدخلت الكثير من الكلمات العربية إلى الهوسا، فقد كانت جميع قصائد الشيخ تأخذ طابعا عربيا من حيث القوافي لذا أكثر من استعمال الكلمات العربية في بعض القصائد، وخاصة في القصائد التي كان رويها نونا كقصيدة عيبة الفقرا, ونصح الإخوان, أما التي كان رويها كافا أو ياء فأكثر من استعمال الكلمات الهوساية فيها كإعانة البليد, وسعادة الأحباب, وتحفة الفقراء، وقد مرّت الأمثلة من كل هذه القصائد فينظر في محلها.
الخاتمة:
لقد تبين لنا في السطور السابقة كيف تأثر الأسلوب العربي على شعر الشيخ أبي بكر عتيق, بداية بالعناوين ومرورا بالمفردات والجمل والتراكيب وكيف انسجم اللغتين في شعر واحد ببراعة عالية, وانتهاء بالبحور الشعرية العربية التي استخدامها الشيخ في قرض شعره الهوسوي, والدافع لهذا كما أسلفنا هو العامل الثقافي والعامل الديني، وطالما قال الحكماء "الطيور على أشكالها تقع." وجاء في مثل هوسوي "كل طير يغرد على حسب تغريد جنسه".
 
الهوامش:


[1] راجع ما كتبه الفروفسور الطاهر محمد داوود في رسالته الدكتور: (مدى صلة القربى بين اللغة العربية ولغة الهوسا). مقدمة إلى قسم اللغة العربية جامعة بايروا كنو عام 2001.
[2] أسهب الدكتور على أبوبكر في بيان وتحقيق الكلمات المستعارة عن العربية لكل من اللغة الفلانية والهوسوية في كتابه:- "الثقافية العربية في نيجيريا" ص 371-469.   
[3]  ناصر كبر (الشيخ) الفتوحات الودودية بشرح الكافية العتيقية ص2، مخطوط بمكتبة الشيخ ناصر كبر كنو.
[4]  هو من أكابر شيوخ مدينة كنو في زمانه ترجم له الشيخ أبوبكر عتيق في رسالة له سماها تحصيل الوطر بترجمة الشيخ سلغ بن الحاج عمر. وتوفى شهر ذي الحجة عام 1357هـ.
[5]  هو شيخ الصوفية في زمانه بنة كنو ترجم له الشيخ عتيق أيضا في كتابه الفيض الهامع وتوفى مجنيوا ليلة المولد النبوى من عام 1366 هـ.
[6] هو من أشهر علماء العربية وعلومها في عصره بمدينة كنو ترجم له الشيخ عتيق في رسالة:- إزاحة الشجن بترجمة الشيخ محمود ابن الحسن. وتوفى عام 1362.
 [7] التجاني ,طاهر لون معاذ, الأغراض الشعرية في قصائد الشيخ أبي بكر عتيق سنك بحث تكميلي لنيل الليسانس مقدم لقسم اللغة العربية جامعة بايرو عام 2011 م  ص:7.
[8] كاكى KWAKI:- نوع من الطعام يصنع من نبات مينهوت, كان معروفا في جنوب نيجيريا وخاصة في بلاد يوربا, ثم أدخلوه إلى بلاد الهوسا في القرن العشرين وقد نظم الشيخ هذه القصيدة عند ما حدثت مجاعة في كنو ولعب هذا الطعام دورا فعالا فى قمعها.
[9] دكتور على أبوكر – الثقافة العربية في نيجيريا ص 380.
[10] الجوهرى، الصحاح ص 519.
[11] المعجم الوجيز مادة رقط ص 273
[12] الأغراض الشعرية في قصائد الشيخ أبي بكر عتيق سنك ص 84
[13] بدأ الإسلام غريبا الحديث رواه مسلم في كتاب الإيمان رقم 136، وغيره.
[14] الثقافة العربية في نيجيريا ص 389
[15] المرجع السابق ص 380.
[16] الشيخ يحيى النفاح بن محمد:- عالم من علماء مدينة كنو من ولد بحارة شَرْفَطِي عام 1875م له إنتاجات أدبية متعددة, وانتقل لأسباب وظيفية إلى قرية دَوَاكِنْ كُدُ حَيْث قضى معظم حياته وبها توفي ودفن عام 1954م. انظر فن المديح في إنتاجات الشيخ  يحيى بن محمد النفاخ رسالة الماجستير قدمها الطالب محمد مديح لقسم اللغة العربية جامعة بايرو عام 2003م
[17] الشيخ ناصر كبر القادري شيخ الطريقة القادرية بمدينة كنو له مؤلفات عديدة توقي عام 1996م

Comments

Popular posts from this blog

SALLAR TARAWIHI DA TAHAJJUDI DA YADDA AKE YINSU

من خواص أذكار الطريقة التجانية حزب البحر للإمام الشاذلي

TARIHIN WAFATIN ANNABI SAW 1 DAGA TAHIR LAWAN MUAZ ATTIJANEEY