التأويل العرفاني للنصوص الأدبية عند الشيخ أبي بكر عتيق سنك:"كتاب إظهار الميس من أبيات امرئ القيس نموذجا."
التأويل
العرفاني للنصوص الأدبية عند الشيخ أبي بكر عتيق سنك:
"كتاب
إظهار الميس من أبيات امرئ القيس نموذجا."
طاهر لون معاذ
قسم اللغة
العربية –جامعة بايرو كنو، نيجيريا
الملخص:
للصوفية
طريقة خاصة لتذوق النصوص الأدبية بعيدا عن المعاني الأساسية التي وضعها الشاعر
نفسه، فكانت لهم رؤية عميقة في النص ومن ثم يؤولونه من معناه الظاهري والإتيان
بمعنى ثان من فضاء الفكر الصوفي مما يتناسب مع سيرهم وسلوكهم، وهذا ما سماه بعض
الباحثين "التفسير العرفاني" أو "الصوفي"، وأقدم من سار على
هذا الدرب هو سهل التستري وتبعه في ذلك القشيري وابن عربي والنابلسي وابن عجيبة في
شروحهم للنصوص الشرعية والأدبية واللغوية. وللشاعر الصوفي النيجيري الشيخ أبي بكر
عتيق سنك تجربة في هذا الميدان، حيث قام بشرح الأبيات الشعرية لامرئ القيس الكندي
على هذا النحو، منها شرح سماه "إظهار الميس من أبيات امرئ القيس"، فتسعى
هذه الورقة إلى تتبع هذا الشرح للوقوف على تجربة الشيخ عتيق في التحليل العرفاني
الصوفي للنصوص وتقنية وضعه. وللوصول إلى هذا الغرض قسمت الورقة إلى المقدمة تناولت
التفسير العرفاني للنصوص عند الصوفية ثم التعريف بالشيخ أبي بكر عتيق والتفسير
العرفاني عنده، ثم تقنية التفسير العرفاني لدى الشيخ، ثم الخاتمة.
الشرح
العرفاني للنصوص عند الصوفية:
الأدب الصوفي أدب يعبر عن الإسلام ويستمد منه
ويرجع إليه، لذا يلمح القارئ فيه معان فلسفية، وحكم غريبة حينا...ويرجع سبب نشوء
هذه الأفكار والمعاني إلى الثقافة التي يتمتع بها الصوفيون أولا وإلى نفسية الصوفي
واتساع المعاني أمامه، فيتناول كل الأفكار القديمة بالطريقة التي يسوغ له ذوقه أن
يتناولها.[1]
فأول ما يتبادر إلى ذهن القارئ عند سماع "الشرح" أو "التحليل"
لنص سواء دينيا كان أو أدبيا أو نحويا أو
غير ذلك أنه شرح لبسط ما غمض من معاني النص المشروح أو محاولة لتوضيح كلماته أو
القواعد النحوية الموجودة في الكتاب مثلا، لكن النصوص في عيون الصوفية "تتحول
من دلالة البرهان الى دلالة الجدل والبيان إلى دلالة العرفان ومن ثم الانتقال من
حقل اللفظ ، الى حقل المعنى ، من حقل الظاهر الى حقل الباطن من خلال المجازية
اللغوية… مما يؤدي الى السقوط في التأويلات الأيديولوجية المزدوجة"([2]).
فعلى
هذا يختلف شرح النصوص عند الصوفية الذين تبحروا في علم التصوف وأذواقه عن الشرح
العادي الذي ينحو نحو تحليل الظواهر اللفظية ودلالتها الوضعية والسياقية،
فالصوفيون بعد النظرة الأولى للنص يعودون للمرة الثانية ويستخرجون منه معاني غريبة
بعيدة عن المعنى الأساسي للنص، ويعرف هذا النوع من الشرح بالتأويل الصوفي أو
العرفاني، وهو يعني نقل الكلام من الظاهر إلى الباطن باعتماد نوع من الإشارة.
كتفسير الغزالي لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب
أو صورة،" فسّر كلمة البيت بالقلب والكلب بالأخلاق الرديئة كالشهوة
والغضب والحسد والحقد فإنها كلاب نابحة في القلب فلا تدخله الملائكة وهو مشحون
بها.[3]
وأقدم
ما عثر عليه من تفسير الصوفية بالطريقة العرفانية تفسير سهل بن عبد الله التستري،
وقد اعتمد في تفسيره هذا على قول رسول
اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: "لِكُلِّ آيَةٍ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ
وَلِكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ وَلِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ". وبهذ الحديث دافع ابن
عطاء الله عن الصوفية في لطائف المنن بعد سرده تفسير شيخه أبي العباس المرسي لآيات
قرآنية بطريقة عرفانية فقال:
"اعلم
أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بالمعاني
الغريبة...فذاك ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن الظاهر مفهوم، وثم إفهام باطنه
تفهم عند الآية والحديث، فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم قال"لِكُلِّ آيَةٍ
ظَاهْرٌ وَباَطْنٌ وحَدّ ومَطْلَعٌ" فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن
يقول لك ذو جدل هذه إحالة لكلام الله.. بل يقرون الظواهر على ظاهره ويفهمون عن
الله ما أفهمهم، وربما فهموا من اللفظ ضد ما قصده واضعه."[4]
لكن
تفسير الصوفية ليس جميعه على هذا النمط، بل غالبا ما يذكرون الدلالة الظاهرة للآية
ثم يعقبونها بدلالة باطنية، ومثال ذلك قول التستري في قوله تعالى: ﭽ ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ
ﮟ ﮠ ﮡ
ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﯚ ﭼ النساء: ٣٦
"قوله:
وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ [36] قال: أما ظاهرها فالجار الجنب: البعيد الأجنبي، والصاحب بالجنب:هو
الرفيق في السفر، وقد قيل الزوجة، وابن السبيل: الضيف، أما باطنها فالجار ذو
القربى هو القلب، والجار الجنب هو الطبيعة، والصاحب بالجنب هو العقل المقتدي
بالشريعة، وابن السبيل هو الجوارح المطيعة لله، هذا باطن الآية".
وأمثلة هذا موجود في تفسير السلمي حقائق
التفسير، وشرح ابن عجيبة لمتن الآجرومية في النحو، وكتاب تلخيص العبارة في نحو أهل
الإشارة لعز الدين المقدسي، ونحو القلوب للقشيري. فالمطالع لهذه الكتب يجد تحليلا
رائعا يتسم بالخيال الواسع، يقول أبو القاسم القشيري في نحو القلوب:
"فصل
الأفعال على أقسام صحيح ومعتل ومضاعف، الإشارة: كذلك أفعالالمكلفين على أقسام،
صحيح ومعتل، وكما أن الصحيح من الأفعال ما سلم حروف العلة فالصحيح من أفعال العباد
ما سلم من صنوف العلة. وحروف العلة ثلاثة: الواو والألف والياء، وصنوف العلة
الرياء والإعجاب والمساكنة[5].
يلاحظ
من النص عملية تحويل ومقارنة القواعد النحوية مع الفكر الصوفي بطريقة رائعة من دون
تكلف يذكر. وغرابة التصور في أمثال هذه الأفكار والموضوعات التي يخوضها الصوفية عن
حقائق العلم الباطني المتلقى عن الرسول وراثة دون اكتساب، مما لا يستقل بفهمها عقل
ولا التعبير عنها لغة جعلت أسلوب الصوفيين قائما على الرموز والإشارات...[6]
فإذا كانت إشاراتهم على مثل ما جاء به ابن الفارض في شعره ويقصد بها مقامات صوفية
وحضرات إلهية فلا مانع من أن يروا تلك الإشارات في شعر غيرهم ممن لم يقصد سوى ظاهر
ألفاظه ما دام أن اللغة هي المادة الخام التي استقى الكل منها. وتوضيحا لهذا فإنك
إذا وضعت شعر ابن عربي في ترجمان الأشواق تراه يتغزل بالمرأة كما يتغزل أبو نواس و
أبو العتاهية، غير أن الأول كنى وأشار
بالمرأة إلى الحضرة الإلهية مثلا، والثاني قصد ظاهر اللفظ. وعلى هذا المنوال رأى
طائفة من الصوفية تلكم الإشارات في شعر من لم يكن مسلما فضلا من أن يكون صوفيا،
فمشوا في تفسيرهم وتحليلهم مسلك رؤية الباطن في الظاهر، فشرحوا هذه النصوص الأدبية
بطريقتهم الخاصة، فبدأوا بشرح أبيات كبار الصوفية المشهورين باسعمال الرمز في
شعرهم للدلالة على الذات والحضرات، أمثال ابن الفارض وغيره.
ولم يسلم هؤلاء الشارحون من النقد، فقد اتهموا
أيضا بالمبالغة في شرحهم كعبد الغني النابلسي بحيث ذهبوا مذهب تأويل هذه النصوص
الشعرية تأويلا مبالغا بدون أي مبرر لغوي أو قرينة حسب رأي بعض النقاد أمثال
الدكتور شوقي ومثل في ذلك بشرح النابلسي لقول ابن الفارض مثلا:
سائق
الأظعان يطوي البيد طي
|
منعما عرج
على كثبان طي
|
فقال "سائق الأظعان هو الله تعالى، والأظعان الناس، وكثبان
طي كناية عن المقامات المحمدية التي عددها كرمال الكثيب، فكأنه يلتمس منه تعالى أن
يوصله –كما يوصل جميع المومنين- إليها."
ويعقب شوقي على هذا
الشرح بأن الرمز في الشعر الصوفي رمز في إطار الموضوع بصفة عامة، وليس رمزا في
مستوى الكلمات.[7]
فتفسير سائق الأظعان بالله وكثبان بمقامات محمدية ليس سوى تكلف من الشارحين
الصوفيين حسب رأي شوقي. نعم إن هؤلاء الشعراء ما وضعوا هذه الكلمات بهذه الدلالة،
بيد أن عيون الصوفية تنظر إلى هذه الكلمات بمثل هذه الدلالة ولو قصد صاحبها غيرها.
فإن المتتبع لمجالس الصوفية سيسمع منهم مثل هذا الشرح على اختلاف مشربهم.
ومهما يكن من أمر فإن نصوص الشعراء الصوفية في الأصل وضعت ولم
يقصد بها ظاهرها، ولكنهم دأبوا على شرحها بطريقة عرفانية لذا توالت الشروح على هذا
النمط بدون انقطاع، فشرح القيصري قول ابن الفارض:
والحدق استغنيت عن ومن
|
شمائلها، لا من شمولي نشوتي
|
"أي: وبعيني التي تشاهد جمال الذات في مظاهر الأسماء والصفات
استغنيت عن القدح الذي يشرب به الراح، ونشوتي وسكري إنما هو من شمائلها وجمالها لا
من الشمول الذي هو حسن الصفات والآثار."[8]
فعلى هذا النمط يسير التحليل الصوفي لهذه النصوص الأدبية، بغض النظر عن كونه رمزا
على مستوى الموضوع أو الكلمات. وعليه سار أحد كبار الصوفية النيجيريين وهو الشيخ
أبوبكر عتيق بشرح أبيات امرئ القيس كما سنقف عليه في النقاط التالية:
التعريف
بالشيخ أبوبكر عتيق سَنْكَ:
ولد أبوبكر عتيق بن خضر عام 1909م في مدينة كَشِنَهْ، الواقعة في
شمال غرب نيجيريا. ولم يتجاوز الرابعة من عمره حتى ساقه القدر إلى مدينة أجداده
كَنُو، فعاش وسط مجتمع زاخر بالعلم والعلماء ومتسم بطابعه الصوفي. استغل الشيخ
عتيق هذه الفرصة في طلب العلم عند أكابر علماء البلدة المعروفين بتمسكهم بالتصوف،
أمثال الشيخ أبي بكر بن محمد "مِـجِــــنْــــــيَوَا" والشيخ محمد
سَلْغَ والشيخ محمود ابن الحسن. وأخذ يتعمق في التصوف وعلومه عن طريق الأخذ من
أقطاب زمانه حتى فاق أقرانه في هذا المجال، وشهد له أقرانه بالرسوخ في ميدان
التصوف، وخير مثال على هذا قوله الشيخ محمد ناصر كبر وهو شيخ الطريقة القادرية في
نيجيريا في عصره حيث قال: "له في التصوف والفقه اليد الطولى وقد شهد مشاهد
الرجال معرفة وذوقا وله كلام على لسان أهل الحقائق عجيب نفيس لا نسمح به هنا"[9]. فثلاثة
أرباع الإنتاجات العلمية والأدبية للشيخ عتيق كانت في التصوف ومدح رجاله. وفد إليه
المريدون من كل ربوع نيجيريا وما جاورها للأخذ عنه، ولم يزل الشيخ يربي ويؤلف
ويقرض الشعر حتى وافته المنية ليلة الخميس التاسع من ربيع الآخر عام 1394هـ
الموافق 1974م.
تاركا وراءه عشرات الكتب، ومنها إزاحة الهجر بشرح قصيدة ابن حجر وهذا الكتاب
شرح للامية امرئ القيس المشهورة على لسان أهل التصوف، وإظهار الميس من أبيات امرئ
القيس، ومن كتبه: إتحاف الأحباء بذكرى وقعة أحد وما بها من الشهداء،" وديوانه
"هدية الأحباب والخلان" وغير ذلك.
الشرح
والتحليل الصوفي للنصوص عند الشيخ عتيق:
لا يختلف الأمر بالنسبة للشيخ عتيق سنك
عن سابقيه من الصوفية الذين قاموا بشرح وتحليل النصوص الأدبية، لكن حدث تطور كبير
عنده بالنسبة للأبيات المشروحة، فإن الشيخ عتيق لم يشرح النصوص الشعرية الصادرة من
الصوفية كابن الفارض، بل عمد إلى نصوص لم يكن لها أية صلة بالإسلام فضلا عن التصوف
وقام بشرحها بهذه الطريقة. وقد أشار إلى مثل هذا التأويل الدكتور زكي مبارك بحيث
قال "ويتصل بما سبق تحويل الصوفية قصائد المجون إلى عظات..."[10]
مما يعني أن بإمكان الصوفي أن ينظر إلى شعر المجون فيحول دلالته إلى الوعظ
ونحوه.إلا أن الصوفية يبررون هذا التفسير والتحويل ببراهين شرعية، فالشيخ عتيق
دافع عن الصوفية في أحد شرحه لأبيات امرئ القيس بقوله:
"ولا
يظن الواقف على هذا التقييد أنه من باب إحالة الظاهر عن ظاهره بل إن هذا من باب
حسن الإستماع الذي مدح الله أهله بقوله عز وجل من قائل"ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ"[11] وقال في حقهم
حكيم الصوفية[12] ابن عطاء الله السكندري
في حكمه رضى الله عنه "العبارة قوت لعائلة المستمعين وليس لك إلا ما
أنت له آكل" راجع شروحه، ومن هؤلاء من يفهم المعاني الجمة من صرير الباب ومن
طنين الذباب رضي الله عنهم وألحقنا بحزنهم آمين"[13].
فالمبرر لدى الشيخ في شرح أبيات من
العصر الجاهلي بهذه الصورة يكمن في كون الصوفية يصغون إلى كل شيء بآذان غير واعية،
فهم لا يسمعون إلا ما كان حسنا وإن كان ظاهره قبيحا أو غير مفيد، وشبه الشيخ
استماع المرء إلى الأصوات بآكل طعام، فإنه يأبى أن يستمع إلى ما قبح من الكلام كما
يأبى المرء أن يأكل ما لم يطب له مذاقه. فإذا وجدته يستمع إلى الأغاني التي حوت من
الغزل الفاحش كأبيات امرئ القيس الغزلية فاعلم أنه يستمع من خلالها إلى معاني
الحضرة الإلهية والمحمدية...
وبناء على هذا قام الشيخ عتيق بشرح
أبيات من ديوان امرئ القيس بن حجر في مناسبتين، الأولى شرح فيها معلقته "قفا
نبك من ذكرى حبيب" والثانية-وهي موضوع دراستنا- شرح الأبيات الخمسة الأخيرة
من الديوان وهي قوله:
ألا إن لم
تكن إبل فمعزى
|
كأن قرون
جلتها العصي
|
وجاد له
الربيع بواقصات
|
فآرام وجاد
لها الولي
|
إذا مشت
حوالبها أرنت
|
كأن الحي
صبحهم نعي
|
تروح كأنها
مما أصابت
|
معلقة بأحقيها
الدلي
|
فتوسع أهلها
أقطا وسمنا
|
وحسبك
من غنى شبع وري[14]
|
سماه الشيخ "إظهار الميس من أبيات
امرئ القيس" حصل الباحث على نسخة مخطوطة لهذا الشرح من بيت الشيخ في تسعة
أوراق تتراوح سطورها بين سبعة عشر سطرا إلى إحدى وعشرين سطرا، بخط تلميذه محمد
الخامس بن شعيب بتاريخ الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الآخر عام 1367
ه.
تقنيات الشرح العرفاني للنصوص:
من
العسير جدا تحديد التقنيات التي يستخدمها الصوفية في شرحهم للنصوص الشرعية أو
الأدبية أو اللغوية بهذه الصورة، والصوفية يعتمدون كل الاعتماد على الذوق في
كلامهم، لذا يقول بعض الباحثين بأنه "من العبث البحث فيه عن قرينة لفظية
مانعة من إرادة المعنى الظاهري وتتجاوزه إلى المعنى الرمزي ، فالقرينة لا توجد إلا
نادرا، وبذلك تبقى شخصية الصوفي ذات الاعتبار والعنصر المهم الذي تعتمد عليه
العلاقات الرمزية"[15]
أضف إلى ذلك أن اللغة عند المتصوفة -وخاصة في الشعر- على مستويين: مستوى
ظاهر يندرج تحت المألوف من التعبير يرضي المتلقي العادي، الذي يرى فيه تعبيرا عن
لغة حب إنساني، ومستوى باطني يتم الوصول اليه عبر تجاوز الظاهر الحسي "إلى
الباطن باعتماد نوع من الاشارة".[16] وعلى هذا يمكن استنتاج أن
الصوفية في هذا الصدد يلجئون إلى تأويل النصوص من المعنى الظاهري إلى المعنى
الباطني الذي توصلوا إليه عن طريق رياضة النفس، فيعبرون عن أحاسيسهم بهذه
المدلولات تقريبا لأفهام الناس إلى ما يجدونه من الأذواق، أو يرونها موازية لما
يخالج صدورهم. ومما هو جدير بالذكر أن هذا التأويل يعتمد كل الاعتماد على الذوق
الصوفي، فتكون كل لفظة لها دلالة ظاهرة من الوضع الغوي أو السياقي، ثم دلالة
باطنية حسب تـاويلها العرفاني الذوقي.
فالإبل
في الخطاب الشعري العادي له مدلول لغوي يشير إلى الحيوان المكابد للمشقة، ومن هنا
تأتي الدلالة الإيحائية في الخطاب الصوفي وتعني الهمة أو القلب أو النفس ومنه قول
ابن الفارض:
فلو سمعت أُذن
الدليل تَأَوُّهِي
|
لآلام أسقام
بجسمي أضرت
|
لَأَذْكَرَهُ
كربي أَذَى عيش ازمه
|
بمنقطعي
ركب، إذ العيس زمت[17]
|
فالدلالة الإيحائية للعيس
عنده هي القلب، فاللغة عند
المتصوفة تعمد الى خلخلة العلاقات بين الدال والمدلول ، مؤسسا لعلاقة جديدة على
وفق الفطرة الانطولوجية للغة، وعن طريق إسناد العلاقة بين الدال والمدلول بينهما.[18]
ويعقب حمود السعفي على مثل هذا التأويل وغيره
من أشكال التأويلات في الثقافة الإسلامية حيث رى بأن الدلالة التأويلية تتحول من
دلالة البرهان الى دلالة الجدل والبيان الى دلالة العرفان ومن ثم الانتقال من حقل
اللفظ ، الى حقل المعنى ، من حقل الظاهر الى حقل الباطن من خلال المجازية اللغوية
في أغلب الأحيان مع المبالغة أحيانا في التعسف على اللغة مما يؤدي الى السقوط في
التأويلات الايديولوجية المزدوجة"([19]).
نعم،
إن هذه العملية التحويلية لا تخلو من مبرر لغوي تارة أو بلاغي حينا آخر، فالمجازات
اللغوية تلعب دورا لا يستهان به في هذا التنقل الدلالي من الظاهر إلى الباطن. فقد
رصد الباحث تقنيات التأويل العرفاني عند الشيخ عتيق فوجد أنه يلجأ إلى الذوق كمرجع أساسي ثم تساعده في ذلك آليات
لغوية مثل المشابهة والكناية. وفيما يلي عرض سريع لكيفية توظيف الشيخ لهذه
الآليات.
أ- المشابهة
والمشابهة هي التقنية الأكثر جمالا في
أغلب الأوقات، فلفظة الإبل في البيت الأول شبهها الشيخ بالهمة العلية، والمعزى
بالهمة القصيرة، لجامع القوة والصلابة في الهمة والإبل، ولنزول درجة المعزى عن
الإبل شبهها بالهمة القصيرة، هذا من ناحية الألفاظ, ومن منظور آخر تشابهت ظروف
الشيخ مع ظروف صاحب النص-امرئ القيس- عندما قرض الشعر، فالشيخ عتيق يطلب المريد
بأن يكون له همة قصيرة على الأقل، وامرئ القيس نفسه لم يكن يتحدث عن الإبل كما ذهب
بعض الروايات- بل يعقد تشبيها بين حالة من يملك الإبل ومن يملك المعزى، كأنه
يقول:"إن لم يكن غنى وكثرة مال فبلغة من العيش تغني عن ذلك فذكر الإبل لأنها
أفضل أموالهم وأنفسها[20] فنسج الشيخ على هذ المنوال وطالب المريد بالهمة،
فالإبل معروف بالهمة والصلابة وتحمل المشقات، فذكره كرمز للهمة العالية، كما أن
المعزى-وتعني أدناها وأقلها- رمز للهمة القصيرة. يقول
الشيخ عتيق في ذلك:
"قلت
هذه مخاطبة للمريد السالك السائر إلى حضرة العلي المالك، كأنه يقول أيها المريد إن
لم تكن عندك إبل أي همة علية تكون بها من أهل التجريد الحاملين لأعباء العبادة
ومشقاتها فلتكن عندك معزى، أي همة قصيرة، ولكنها دائمة يصحبها عزم وتشمير، وهي
التي شبهها بقوله كأن قرون جلتها عصي، فالمشبه هنا بالعصي هي الهمة والعزم، شبهها
بالعصي في القوة والصلابة والثبوت."
فيبدو
أن الشيخ يحاول وضع صورة مشابهة للصورة المرسومة في النص المنطوق مقابل صورة أخرى للدلالة
على المعنى المؤول.
وتلعب
تقنية المشابهة دورا كبيرا في هذا الشرح الصوفي عامة وفي شرح الشيخ عتيق خاصة،
ويبدو الأمر أكثر جلاء في عقد الشيخ مشابهة بين المطر والوارد الإلهي في الفكر
الصوفي، وهو ما يرد على القلب من الخواطر
المحمودة مما لا يكون بتعمد العبد، أو ما يرد على قلب العبد من المعاني،[21]
فشبهه الشيخ عتيق بالمطر حيث قال في قول الشاعر "وجاد له الربيع":
"أي
وجاد لتلك الهمة القوية الصلبة الثابتة مطر الربيع، وهو كناية عن المدد الرباني
الوارد النوراني الذي يأتي السالك في أول سلوكه، فيأتيه أحيانا ويزين له حسن الخدمة
والطمع في نيل ما فيها مع رؤية النفس وحينا يأتيه بالكشوفات الكونية والكرامات
العيانية والمقامات السنية وغيرها مما هو حجاب قاطع عن الله..."
فكلمة
الوارد الصوفي كانت في الأصل مجازا، شبهوا بها ما يرد على القلب من الله بالمطر
النازل من الله أيضا.
لكن
هذا التشبيه تارة يكون بعيدا فلا يوجد بين اللفظ المذكور والمؤول علاقة ظاهرة،
فيكون مثل تشبيه الإمام الغزالي البيت بالقلب، والكلاب بالأخلاق الرديئة، فقد أكثر
الشيخ عتيق من ذلك كتشبيهه الحوالب –جمع حالب وهو عرق في السرة يدر اللبن في الضرع[22]-
بالقلب، لكنه لا يترك تشبيها بعيدا كهذا بدون أية قرينة سياقية أو تصويرية تقرّبه
من المفهوم الرائع في الفكر الصوفي، استمع إليه في هذا الصدد:
إذا مشت
حوالبها أرنت
|
كأن الحي
صبحهم نعي
|
"إذا توجهت همته إلى هذا المقصد الأعظم ورفضت جميع السوى وراء
صارت حينئذ إذا مشت حوالبها أي ذكرت ونبهت على ذلك المقصد أرنت أي رفعت صوتها،
والتذكير يكون إما بسماع أو ذاكر يذكر الحضرة وإما بالذكر المعهود في المساجد
والزوايا...وكنى بالحوالب في قوله إذا مشت
حوالبها عن القلب الهائم بحب الله- والمش مس الحوالب أي الضروع لاجتلاب اللبن، أي
إذا حركت حوالب ذلك السائر الهائم...وتحريكها يكون بما ذكرناه...-فإذا سمعت جميع
ذلك أرنت أي رفعت صوتها من غير قصد منها بل على رغم أنفه.. إما بالذكر و الأنين أو
التلاوة أو الصياح"
يلاحظ من أن تشبيه الحوالب بالقلب بعيد
إذا اعتبرنا الألفاظ على حدتها، لكنه كوّن صورة رئعة عن طريق تشبيه تمثيلي، حيث
عرض لوحة تحمل صورة ناقة يُحَرّك ضرعها لحلب لبنها وهي تصيح من أجل هذا المش،
وشبهها بصورة مريد سالك شغف بحب الله وهو يستمع إلى ذكر حضرة محبوبه فيكون بمثابة
تحريك لقلبه فيصيح ويبدأ بذكر معشوقه أو يبدأ بالحنين أو حتى الصياح.
ب- الكناية
ومن التقنيات التي يسلكها الشيخ عتيق
في هذا الشرح الكناية، وهي لغة ما يتكلم
به الإنسان ويريد به غيره، وعند البلاغييين هو لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع
قرينة لاتمنع من إرادة المعنى الأصلي.[23]
غير أن الصوفية كما يبدو للباحث استخدموا الكناية بمفهومها اللغوي، فلم يراعوا في
التفسير العرفاني وجود قرينة لغوية في وضع كناياتهم، بل تأتي هذه الكناية في كثير
من الأوقات خالية من القرائن اللغوية أو البلاغية، وهذا ما لامه عليهم الدكتور
شوقي كما سبق. بل يمكن القول بأن لغة جديدة ولدت على يد الصوفية، فانظر لقول الشيخ
إبراهيم نياس وهو يكني عن حضرة الرسول:
أأخلد
للراحات والناس كلهم
|
يروح ويغدو
للحبيب ويفلح.
|
أأترك ليلى
ليس بيني وبينها
|
سوى ليلة من
لي بذلك ينصح؟!
|
فكنى
بليلى عن المدينة أو حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى غرار ذلك أوّلوا أسماء
الأماكن المذكورة في النص و تصييرها كناية للدلالة على أماكن مقدسة كالزوايا
والمساجد ومجالس الذكر والعلم والخلوات، أو يجعلها مراتب من مراتب النفس أو القلب
أو منازل من منازل السير الصوفي، وهذا ما لجأ إليه الشيخ عتيق نفسه في شرحه لقول
امرئ القيس:
وجاد له
الربيع بواقصات
|
فآرام وجاد
لها الولي
|
فالواقصات
اسم مكان والآرام علامات في الطريق ويريد مواضع الأعلام فيها...[24]
فحول الشيخ أسماء هذه الأماكن بقوله:
"...فقوله
بواقصات كناية عن المساجد والزوايا لأن الواردات غالبا إنما ترد هنالك إما قبل
الشروع بالذكر أو حالته أو بعده وقوله آرام كناية عن حضرة المشائخ لأن الواردات
أيضا ترد هناك، للمريدين إما حالة تلقيهم العلوم أو الوعظ أو غير ذلك..."[25]
وتارة يأتي بتفسيرين في نقطة معينة، وبذلك تجده يغير
التقنية، ففي تحليل هذه الألفاظ أتى الشيخ بتحليل آخر قائلا:
"...أو
تقول قوله بواقصات كناية عن النفس الأمارة واللوامة والملهمة، لأن الواردات إنما
ترد على المريدين في هذه الأحوال بما هو حجاب قاطع عن الله، وقوله فآرام كناية عن
النفس المطمئنة والراضية والمرضية والكاملة..."
فالنفس عند الصوفية لها مراتب حسب سيرها في
التربية الصوفية ومقدار صفائها ، فتبدأ من النفس الأمارة ثم اللوامة ثم الملهمة ثم
المطمئنة ثم الراضية ثم المرضية تم الكاملة، فجل الشيخ هذه المراتب في قسمين كما
مرّ، فكنى المجموعة الأولى بالواقصات، وبالآرام عن المجموعة الثانية.
وتارة يعقب الشيخ في هذا التفسير بشعر وأقوال
المتقدمين من الصوفية لدعم أفكاره، فقد انتقى من كلام كبار الصوفية عن الهمة ما هو
أجلى نثرا ونظما، فبدأ بحكمة من حكم ابن عطاء الله: "ما أرادت همة سالك أن
تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقائقة الذي تطلب أمامك ولا تبرجت له ظواهر
المكنونات إلا ونادته خقائقها إنما نحن فتنة فلا تكفر." ومن الشعر استشهد
بقول التستري:
ولا تلتفت
في السير غيرا فكلما
|
سوى الله
غير فاتخذ ذكره حصنا
|
وكا مقام لا
تقم فيه إنه
|
حجاب فجدّ
السير واستنجد العونا
|
ومهما ترى
كل المراتب تجتلي
|
عليك فحل
عنها فعن مثلها حلنا
|
وقل ليس لي
في غير ذاتك مطلب
|
فلا صورة
تجلى ولا طرفة تجبى
|
كما
استشهد بأبيات ابن الفارض والسهروردي
وعبد الله الحداد وعبد الكريم الجيلي، كل ذلك تدعيما لشرحه، فتارة يذكر
للبيت صاحبه أو يورده بغيـر ذكر صاحبه، مما يوحي بسعة باع الشيخ وثقافته.
فعلى
الجملة إن التحليل
العرفاني لدى الصوفية له قراءتان كما هو الشأن في التحليل الأسلوبي، كل قراة في
مستوى تختلف عن الأخرى عمقا فالأولى بوصفها مرحلة اكتشاف للظواهر وتعينها، بحيث
تسمح للقارئ اكتشاف معنى النص من حيث أنه جملة مكونات... والثانية بوصفها مرحلة
تأويل وتعبير، يتمكن معها القارئ من الغوص في النص والانسياق في أعطافه وفكه على
نحو تترابط فيه الأمور وتتداعى ويفعل بعضها في بعض"[26]
الخاتمة:
أسفرت الورقة
عن حقائق علمية أهمها:
· إن
للصوفية شروح على النصوص الدينية واللغوية والأدبية بطريقتهم الخاصة والتي تسمى "تفسير
عرفاني" اقتضته تجاربهم الروحية، ويتخطى ظواهر دلالة الألفاظ الوضعية والسياقية
إلى الرمزية على لا على المستوى الموضوعي بل على مستوى المفردات. كما أن اللغة عند
الصوفية على مستويين: مستوى ظاهر يندرج في المألوف من التعبير يرضي المتلقي العادي،
ومستوى باطني يتم الوصول اليه عبر تجاوز الظاهر الحسي إلى الباطن باعتماد نوع من الإشارة.
· قد
استفاد الشيخ أبوبكر عتيق من تجاربه الروحية حتى تمكن من تحويل قصائد من الشعر
الجاهلي إلى عظات ويصوغ معانيها لتتوافق مع السير والسلوك الصوفي.
· يستخدم
الشيخ عتيق-والصوفية بصفة عامة- تقنيات بلاغية في عملية التحويل هذه، كاللجوء إلى
الكناية والتشبيه تارة، لكن تبقى شخصية الصوفي المصدر الأساسي لهذا الشرح.
الملاحق:
الهوامش:
[1] الخفاجي، عبد المنعم (الدكتور) الأدب في الثراث الصوفي،
مكتبة غريب، القاهرة، ص76 بتصرف.
[2] علاقة اللغة بالفكر الديني من خلال التأويل، حمود السعفي، مجلة
حوليات التونسية، العدد 36 لسنة 1995: 333 .
[3] علاقة اللغة بالفكر الديني من خلال التأويل ، حمودة السعفي ، مجلة حوليات الجامعة التونسية ، العدد 36
لسنة 1995 : 331 .
[4] السكندري، ابن عطاء الله، لطائف
المنن ط3، مكتبة القاهرة، 2004مـ/1425هــ، ص103-104 بتصرف.
[5] القشيري، أبي القاسم عبدالكريم بن هوازن: نحو القلوب، دار
الكتب العلمية بيروت، ص17
[6] الخفاجي مرجع سابق ص87.
[7] شوقي ضيف، (الدكتور)، فصول في الشعر ونقده، ط3، دار
المعارف،1988، ص209-210.
[8] القيصري، داود بن محمود بن محمد، (الشيخ) شرح تائية ابن الفارض
الكبرى، ط1، دار الكتب العلمية-بيروت، 2004/1425، ص7.
[9] كبر، الشيخ محمد ناصر,
الفتوحات الودودية بشرح الكافية العتيقية، مخطوط بخط الأستاذ أبوبكر جــغوي
بتاريخ:- الخميس شهر جمادي الأولى عام 1360 هجرية. ويوجد نسخة بمكتبة الشيخ كبر، و
للمؤلف نسخة من هذه النسخة الأصلية.
[10] زكي مبارك، التصوف
الإسلامي في الأدب والأخلاق، ط1، المكتبة العصرية بيروت،2006/1427هـ
[11] الزمر: ١٨
[12] - ابن عطاء الله السكندري: هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد
الرحمن بن عيسى بن عطاء الله وفد أجداده المنسوبون إلى قبيلة جذام إلى مصر بعد
فتحها واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطاء
الله حوالي 1260 – 685 – ونشأ فقيها كجده الشيخ عبد الكريم صحب أبا العباس المرسى
1286 واستمع إليه بالإسكندرية فأعجب به إعجابا شديدا وأخذ عنه طريق الصوفية توفي ابن
عطاء الله السكندري عام 1359 – 709 ودفن
بالقاهرة حظى كتابه "الحكم" بقبول الناس شرقا وغربا وترجم إلى
اللغات العالمية كالانجليزية ترجمها المستشرف آرثر أرباري. والمستشرق الإسباني
ميجيل بلاسيوس.
[13] عتيق، أبوبكر (الشيخ) إزاحة الحجر بشرح قصيدة ابن حجر، ص1،مخطوط
يوجد نسخة بدار الشيخ ونسخة غير كاملة في مكتبة الشيخ مالم كَبَرَ .
[14] عبد الرحمن المصطاوي ديوان امرئ القيس، ط3، دار المعرفة
بيروت لبنان 2008/1429، ص165.
[15] المرأة في شعر ابن الفارض (دراسة في الرمز الشعري) ، رشدي علي حسن ،
مجلة دراسات ، الأردن، المجلد 28 العدد 1 لسنة 2001 : 74 .
[16]
علاقة اللغة بالفكر الديني المرجع السابق ص331 .
[18] هشيار زكي حسن أحمد، التائية
الكبرى لأبن الفارض دراسة أسلوبية، رسالة مقدمة إلى كلية الآداب في جامعة
الموصل لنيل شهادة الماجستير في الادب العربي 2002/1423،ص94.
[20] ديوان امرئ القيس ضمن سلسة ذخائر العرب رقم 24
بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،ط-5 دار المعارف 1996، ص136
وينظر أيضا:
رفيق العجم،
(الدكتور) موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، مكتبة لبنان ناشرون، الطبعة الأولى 1999، ص1020.
[22] ديوان امرئ القيس ضمن سلسة ذخائر العرب، المرجع
السابق نفسه.
[23] أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، المكتبة العصرية، لبنان
ص286-287
[26] حمادي صمود، الوجه والقفا في تلازم التراث والحداثة، دار
التونسية للنشر ، تونس ، 1988:ص 141–
142 .
Comments
Post a Comment