من وصايا الشيخ أحمد التجاني


من وصايا الشيخ أحمد التجاني

عليكم  بشكر النعم الواردة من الله تعالى بسبب أو بلا سبب. والشكر يكون في مقابلتها بطاعة الله تعالى إن قدر على أن تكون كليّة, وإلاّ فالأبقع خير من الأسود. وأقل ذلك شكر اللسان, فلا أعجز ممّن عجز عن شكر اللسان. وليكن ذلك بالوجوه الجامعة للشّكر: فاعلى ذلك في شكر اللسان تلاوة الفاتحة في مقابلة ما أنعم الله عليه شكرا. ولينو عند تلاوتها أنّه يستغرق شكر جميع ما أحاط به علم الله من نعمه عليه الظاهرة والباطنة والحسيّة والمعنويّة والمعلومة عند العبد والمجهولة لديه والعاجلة والآجلة والمتقدّمة والمتأخّرة والدائمة والمنقطعة ويتلوا بهذه النّيّة ما قدر عليه من الفاتحة مرّة إلى مائة. فمن فعل ذلك كتبه الله شاكرا, وكان ثوابه المزيد من نعمه على قدر رتبته بحسب وعده الصادق.
وأمّا وجوه المحامد الجامعة فهي كثيرة لا نطيل بذكرها مثل قوله صلى الله عليه وسلم "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك", ومنها "إلهي لك الحمد ولك الشكر مثل جميع ما أحاط به علمك من صفاتك وأسمائك وجميع محامدك التى حمدت بها نفسك بكلامك والتى حمدك بها كل فرد من خلقك باى لفظ ذكروك به, كل حمد من ذلك منك ومن جميع خلقك عدد ما أحاط به علمك على جميع ما أحاط به علمك من نعمك على" فهو حمد جامع لأنواع المحامد مستغرق للشكر على جميع النّعم.

وأحذّركم لكل من خوّله الله نعمة أن يمدّ يده بها فيما لا يرضى الله تعالى مثل شراء الخمر والوقوع في الزنا ومدّ اليد فى المعاملة فى الربا أوصرفها في وجوه طلب الرياسة والسلطنة أو في طلب إذاية المسلمين من سفك دمائهم ونهب أموالهم أو هتك حريمهم أو بإذايته ولو بأقل قليل، فإنّ الفاعل لهذه الأمور بما أنعم الله عليه مستحقّ لسلب النّعمة من الله مع ما يعرض له من مقت الله وغضبه. فإن فعل [هذه] الأمور أو بعضها بما أنعم الله به عليه ولم ير من الله سلب نعمة فليعلم فى نفسه أنّه ممّن يحلّ عليه غضب الله وسخطه في الدّنيا والآخرة. والسّعيد، إذا وقع في شيء من هذه الأمور, يرى عن قريب تعجيل العقوبة ويرى التنبيه في قلبه من الله أنّ هذه المصيبة وقعت على تلك الفعلة.
وأوصيكم, في معاملة الأسواق, على محافظة قواعد الشّرع وأصوله على حسب ما يعطيه الوقت، وتجنّبوا جميع وجوه الغشّ والتدليس والكذب في تقويم الأثمان واقتحام ما حرّم الله من ذلك بنصوص الشرع, فإنّ المنهمك في ذلك يهلك كل الهلاك. ثمّ إذا ألجأت الضرورة واشتدّت الحاجة ولم يجد العبد ملجأ إلاّ أن يأخذ قوته ممّا حرّم شرعا في الأسواق، فليأخذ قدر ما يتقوّت وليكن جاريا في ذلك على حكم المضطرّ في أكل الميتة, فإنّه إنّما يأكلها بلاغا وسدا للفاقة.

Comments

Popular posts from this blog

SALLAR TARAWIHI DA TAHAJJUDI DA YADDA AKE YINSU

من خواص أذكار الطريقة التجانية حزب البحر للإمام الشاذلي

TARIHIN WAFATIN ANNABI SAW 1 DAGA TAHIR LAWAN MUAZ ATTIJANEEY